الإسقاط النجمي
الإسقاط النجمي: تجربة الخروج من الجسد بين الأسطورة والعلم
الإسقاط النجمي، المعروف أيضًا بـ الإسقاط الأثيري أو تجربة الخروج من الجسد، هو ظاهرة روحية غامضة تثير فضول الكثيرين. يتمثل جوهر هذه الظاهرة في فصل الوعي عن الجسد المادي والسفر إلى عالم غير مادي يُعرف بالمستوى النجمي. على عكس الأحلام، التي تعتبر تجارب ذاتية داخلية، يُعتبر الإسقاط النجمي تجربة موضوعية خارجية تخضع لقوانين وقيود تشبه تلك الموجودة في العالم المادي.
ما هو الإسقاط النجمي؟
في تجربة الإسقاط النجمي، يمكن للفرد أن يشعر بأنه يترك جسده المادي، ويقف بجانبه ليراه من الخارج. بعد ذلك، يمكنه الطيران بين السحاب، زيارة بلدان بعيدة، أو حتى استكشاف الفضاء. يعتبر البعض أن هذه التجربة تمثل البعد الخامس للطبيعة، الذي يتجاوز الزمان والمكان. ومع ذلك، تبقى هذه الفكرة نظرية قيد البحث والدراسة.
كيف يحدث الإسقاط النجمي؟
عادةً ما يتطلب الإسقاط النجمي جهدًا مقصودًا لنقل الوعي خارج الجسد. ومع ذلك، يمكن أن تحدث هذه التجربة في واحدة من ثلاث حالات:
الحالة العفوية: تحدث دون أي تخطيط أو تقنيات مسبقة.
الحالة القسرية: مثل تجارب الاقتراب من الموت أو حالات الغيبوبة.
الحالة المقصودة: حيث يتم ذلك بإرادة الشخص الكاملة باستخدام تقنيات محددة.
تجارب شخصية مع الإسقاط النجمي
فيما يلي ثلاث تجارب لأفراد يدّعون أنهم عاشوا تجربة الإسقاط النجمي:
التجربة الأولى:
تروي إحدى النساء أنها سمعت جرس الباب وهي نائمة، فنهضت لفتحه لكنها شعرت بأنها تطفو في الهواء. عندما عادت إلى سريرها، رأت جسدها مستلقيًا عليه، مما جعلها تظن أنها قد توفيت. بعد ذلك، عادت إلى جسدها واستيقظت لتفاجأ بأن والدها كان يطرق الباب.
التجربة الثانية:
تقول أخرى إنها استيقظت في الصباح وعادت للنوم لاحقًا. شعرت بالاسترخاء التام وتعرضت لشلل النوم، لكنها هذه المرة لم تشعر بالخوف. حاولت أن تطفو في الهواء وشعرت بأنها ترتفع. عندما حاولت النظر إلى جسدها، سمعت أنفاسها الخاصة، ثم استيقظت.
التجربة الثالثة:
يقول رجل إنه كان يعيش حلمًا واضحًا يمكنه التحكم فيه. عند استيقاظه، شعر بارتفاع مفاجئ ووجد نفسه واقفًا في غرفته دون أي إحساس بجسده. رأى كل شيء بوضوح، لكنه شعر بالخوف وعاد سريعًا إلى جسده.
الإسقاط النجمي وشلل النوم
شلل النوم، أو ما يُعرف بـ الجاثوم، هو حالة مؤقتة من عدم القدرة على الحركة أو التحدث أثناء النوم. يعتقد البعض أن هذه الظاهرة قد تكون مدخلًا للإسقاط النجمي. إذا تمكن الشخص من التغلب على مخاوفه خلال شلل النوم، فقد يتمكن من التحكم في وعيه والخروج من جسده.
الإسقاط النجمي وتجربة الاقتراب من الموت
يختلف الإسقاط النجمي عن تجربة الاقتراب من الموت. فالأخيرة تُعتبر تجربة حصرية تحدد مصير الوعي، بينما الإسقاط النجمي هو عملية اختيارية أو عفوية تحدث لأسباب متعددة.
رأي العلم في الإسقاط النجمي
يعتبر العلم الإسقاط النجمي مجرد تخيلات وهلوسات لا تستند إلى أي أساس علمي. فمثلاً، قام العلماء بدراسة تجارب أشخاص يدّعون ممارسة الإسقاط النجمي، مثل الخبير إنجو سوان، الذي زعم أنه زار كوكب المشتري بروحه. ومع ذلك، وُجد أن معظم معلوماته كانت خاطئة أو غير قابلة للتحقق.
الإسقاط النجمي والأديان
تتباين آراء الأديان حول الإسقاط النجمي. فالأديان السماوية مثل الإسلام والمسيحية واليهودية تعتبره ممارسة غير مرغوب فيها وقد تُصنف كشعوذة. بينما ترى ديانات مثل الهندوسية والبوذية في الإسقاط النجمي جزءًا من فهم الكون.
الإسقاط النجمي في السينما
تناولت العديد من الأفلام والمسلسلات تجربة الإسقاط النجمي، مثل مسلسل "Behind Her Eyes" وأفلام "Insidious" و "Inception". هذه الأعمال تقدم تفسيرات خيالية أو مرعبة لهذه الظاهرة.
خاتمة
في النهاية، يبقى الإسقاط النجمي موضوعًا غامضًا يصعب إثباته علميًا. بينما يستمر البعض في الإيمان به بناءً على تجارب شخصية، يظل من المهم الاعتماد على الأدلة العلمية الموثوقة قبل قبول مثل هذه الادعاءات.